لماذا خلق الله الناس مختلفين؟

خلق الله أصابع الید الواحدة مختلفة ولکن هذا لا یعني الظلم لأن کل منها لدیها قدرات لا یملکها الآخر إذا هذا لیس مخالفاً للعدل.

  • 5 January 2023

ویتساءل البعض أن الله لوکان عادلاً لماذا خلق الناس مختلفین؟

وللردّ یحب القول أولاً إن الله لا یضیع حقاً وبالأحری الحق یوجد حیث وجد الباطل إنما الله سبحانه وتعالی خلق البشر وأعطاهم کل شيء ولا حق للبشر عند الله لیطالب به.

ولذلك، إذا أعطى الله شيئًا لشخص لا يطلب منه شيئاٌ، وأعطى اثنين من نفس الشيء لشخص آخر، فهذا ليس ظلمًا أبدًا. بالإضافة إلى ذلك، أعطى الله المزيد من المسؤولية لمن أعطى المزيد من النعم.

وثانیاً إن الظلم في التمییز ولیس في الإختلاف فإن الله خلق البشر غیر سواسیة دون أن یمیز واحداً علی الأخر بل أعطی کل منهم قدرة مختلفة کما خلق أصابع الید الواحدة مختلفة.

لقد خلق الله كل المخلوقات باختلافات حكيمة وقرر طريقة مناسبة لكل مخلوق للوصول إلى الكمال، ولم يكن هناك تمييز بين عرق مع عرق آخر أو أمة مع أمة أخرى أو فرد مع آخر من حيث التكليف والأمر أو الثواب والعقاب.

وخلق الله أصابع الید الواحدة مختلفة ولکن هذا لا یعني الظلم لأن کل منها لدیها قدرات لا یملکها الآخر إذا هذا لیس مخالفاً للعدل، وهناك فرق بین خلایا العظام وخلایا العین وهذا لایعني الظلم إنما هو عین العدل وأیضاً لو کانت قوة الحدید المستخدم في البناء متساویة لتهدم بل یجب أن تکون قوته أکثر في الطوابق السفلیة وأقل فی الطوابق العلویة وهذا هو العدل.

كما أن هناك فرقاً بين التمييز والاختلاف. التمييز يعني إحداث فرق بين الناس والمخلوقات في ظروف متساوية، وهذا يعد ظلماً، لكن الاختلاف مرتبط بظروف مختلفة.


مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة الاسلامية(العدل)" بقلم الكاتب والمفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"

رأي المشارکین

قل رأیک حولنا